كتاب شرح كتاب سيبويه (اسم الجزء: 3)

ضعيف في: " إنك " لأنه ليس قبله ما يكون عوضا.
وقد أجازه أبو العباس على كلامين. كأنه قال: " وقد علمت ... " ثم ابتدأ فقال " أن زيدا ذاهب " وهذا ضعيف.

وباقي الكلام مفهوم من لفظ سيبويه هذا باب «أنّ» و «إنّ»
فأن مفتوحة تكون على وجوه:
فأحدهما: أن تكون " أن " وما تعمل فيه من الأفعال بمنزلة مصادرها.
والآخر: أن تكون فيه بمنزلة " أي ".
ووجه آخر: تكون فيه مخففة من الثقيلة.
ووجه آخر: تكون فيه لغوا نحو قولك: لما أن جاء وأما والله أن لو فعلت.
وأما أن فتكون للمجازاة وتكون " أن " يبتدأ ما بعدها في معنى اليمين وفي اليمين كما قال الله عز وجل: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (¬1)، ووَ إِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (¬2)، وحدثني عن رجل من أهل المدينة موثوق به أنه سمع عربيا يتكلم بمثل قولك: " أن زيدا لذاهب " وهي التي في قوله عز وجل: وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ * لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (¬3).
وهذه " أن " محذوفة. وتكون بمنزلة " ما " قال الله عز وجل: إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (¬4).
وتصرف الكلام إلى الابتداء كما صرفتها " ما " إلى الابتداء وذلك قولك:
ما أن زيد ذاهب. قال الشاعر:
وما إن طبنا جين ولكن … منايانا ودولة آخرينا (¬5)
¬__________
(¬1) سورة الطارق، الآية: 4.
(¬2) سورة يونس، الآية: 32.
(¬3) سورة الصافات، الآيتان: 167، 168.
(¬4) سورة الملك، الآية: 20.
(¬5) الخزانة: 2/ 121، الكتاب: 2/ 305، الهمع: 1/ 123، الحماسة البصرية: 2/ 416.

الصفحة 382