كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

لم أجد من رأيت إلاَّ ويختا ... رله أن يكون بعض العبيد
جهل المجد في الوري فهو لا يو ... جد إلاَّ وأهله .....
لم يزل منصب الوزارة يدعو ... قبله الله ما لها من مزيد
حينما بشَّروه بالقرب منه ... وحَّده الله غاية التوَّحيد
شرف الديَّن يا كثير العَّطايا ... يا ملاذ الملهوف والمجهود
خاطب الملك في مصائب قومٍ ... أهلكتهم مقالةٌ من حسود
اخرجوهم من دارهم مثل قومٍ ... عقروا الناقة الَّتي لثمود
فإذا كنت ذخرهم صار منهم ... طيِّب العيش مثل حبل الوريد
كلَّ هذا فان صفحت عن العبد فقد حلَّ في جنان الخلود
[325]
عبد العزيز بن عمر بن يحيي السراج الإربلي، أبو العزّ.
كان شاباً سرياً جميلاً، لطيف العشرة مع أصدقائه، محباً لأهل الأدب والفضل، وكان ربما كلف خاطره وصنع قطعاً من /3 ب/ الشعر لا بأس بها، أنشدني منها جملةٌ، ولم تطل به الأيام حتى اخترمته المنون، أكمل ما كان شباباً، وذلك يوم الاثنين عاشر رمضان سنة ثلاثين وستمائة بإربل. وكان مولده بها سنة خمس وستمائة-يرحمه الله تعالي-.
أنشدني لنفسه يهجو إربل: [من السريع]
لا بارك الرَّحمن في بلدةٍ ... يدحض فيها الحقُّ بالباطل
ولا أقام الله راياتها ... ولا سقاها من حيا هاطل
وأنشدني لنفسه: [من المتقارب]
.. مذ صدَّصدَّ الكري ... جفوني واأحلني بعده
علي كلَّ حالٍ وان خانني ... هو العبد لي وأنا عبده

الصفحة 11