كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

وعلي القرابة والصحابة مثلما ... قد كان فضلهم لديك مقدَّرا
وكسا قبوركم سحائب أعيٍن ... تهوي لقاءكُّم رداءً اخضرا
عدم النَّظير فلا يزال مكللاّ ... بالقطر بالنَّهر النَّمير مجوهرا
وأنشدني لنفسه أسعده الله تعالي، في الله- جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه:
[من الطويل]
جلالك اعلي أن يحدَّ له كنه ... وجودك ادني أن يحاد بنا عنه
وأنت الَّذي كل الأمور حقيقةً ... إليه انتهاها وابتداءتها منه
إذا أنت لم تغفر ذنوبي تكرُّمًا ... فقل لي الَّذي ارجوه يغفرها من هو
كما صنت وجهي عن عبادة عاجز ... فقلبي الَّذي يخشاه أو يرتجي صنه
صحبت أناساً اخلفوا الظَّنَّ فيهم ... فما قال قلبي قطُّ عن واحد خنه
فلا تقبلن يا صاح في الحبِّ حبَّةٌ ... جزافا@ ولكن بالوفا في الخفا زنه
وأنشدني أيضاً لما قصد الحجَّ ثم توجه إلى زيارة النبي صليٍ الله عليه وسلم وأنشدها عند قبره
الشريف: [من الكامل]
/6 ب/ عظم المقام وجلَّ عن أن يوصفا ... فأحفظ جفونك هيبة أن تطرفا
نور النُّبوَّة ساطعٌ متلألئٌ ... فاغضض لحاظك خشيةً أن تخطفا
قبر النّبيِّ محمَّدٍ ومكانه ... لله ذلك ما اجلَّ واشرفا
قف بين منبرة الشريف وقبره ... واهتف بشعرك في مديح المصطفي
واذكر خلائقه الكريمة إنَّه ... يغنيك صدقك فيه عن أن تحلفا
سلَّ الإله علي الطُّغاة ....... صلي الإله عليه سيفاً مرهفا
وأنشدني لنفسه، في القاضي الإمام زين الدين أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن ابن علوان الأسدي الحلبي، وهو يومئذ متولي الحكم بحلب المحروسة، أنشدها بعض الوعاظ بين يديه، وهي صورة دعوي تعرض فيها بمديح السلطان الملك العزيز بن غازي بن يوسف – رحمة الله تعالي – [من الخفيف]
إدَّعي أيُّها الإمام المرجَّي ... حاكم المسلمين قاضي القضاة
أنَّ هذا السلطان خير ملوك الأرض [طراً] وواحد العزمات

الصفحة 15