كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

حتَّى لقد البست من نسجيهما ... عمداً علي شرف ثياب حسيس
ما ضرَّ فقر يد لمن كانت له ... نفسٌ تجود غنيً بكلِّ نفيس
/8 أ/ ضاقت عليّ يدي وصدري واسع ... ثقةً بمن بيديهم تنفيسي
ولأركبنَّ العيس نحوهم عسي ... يدني لقاءهم ركٌوب العيس
[327]
عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أحمد بن هبه الله بن أحمد بن عليِّ بن الحسين بن محمد بن جعفر بن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق – بتقديم الراء المهملة وضمَّة علي الزاي المعجمة -، أبو بكر الحمويُّ، المعروف بابن قرناصً.
من بيت معروف بحماه شاهدته بحلب المحروسة في سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وهو نازل بخانقاه القاضي بهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن نافع بن تميم بن شداد الأسدي الموصلي.
وسألته عن ولادته؛ فقال: ولدت في ليلة الجمعة تاسع عشر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وخمسمائة؛ فرأيته رجلاً عاقلاً ليبياً فاضلاً متديناً ذا سمت حسن وسكون، له يد في النظم والنثر، يتفقه علي مذهب الإمام الشافعي-رضي الله عنه- وله رسائل مدونة، وشعر إلاَّ انه /8 ب/ لم يثبت من أشعاره شيئاً، ولم يعترف بها لكونها غير مرضية عنده، فاستمليت منه أن أكتب شيئاً منها، فلم يجب إلى ذلك وأبي، ثم أملي عليَّ هذه القصيدة اللامية، يمدح بها النبيّ صلي الله عليه وسلم وقال: لو لم تكن هذه الأبياتَّ مديحاً في الرسول صلي الله عليه وسلم لما أنشدتك شيئاً من شعري: [من البسيط]
هبت عيون القوافي من كري الخطل ... لها خشوعٌ وإغراءٌ عن الغزل
واصلت الجد عضباً منه مقتحماً ... حمي القريض فاضحي منه في وهل

الصفحة 17