كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

من أهل دمشق، وجدّه عبد المحسن كان رفَّاء، وكان والد عبد العزيز هذا، فقيهاّ شافعياّ، يتولي القضاء بمدينة حماة.
وأبو محمد عبد العزيز نزل حماة واستقرَّ مقامه مرتزقاَ بجراية المدرسة، يتناولها، وترقت به الحال إلى أن اتصل بصاحبها الملك المظفر آبي الفتح محمود بن محمد بن عمر بن شهنشاه بن أيوب بن شاذي، واستخلصه من بين نظرائه وأشكاله وقدمه، وكان ينفذه رسولاَ إلى البلاد الرومية /11 ب/ والديار المصرية وغيرها، وجعله شيخ الشيوخ، وحظي لديه، وقرب منه، ومشت أحواله، واكتسب بالترسل وفراً صالحاَ، وصار له نعمة واسعة.
صار إلى من شعره قصيدة، ثم بعد ذلك خبرت انه قدم حلب المحروسة في رسالة، فمضيت إليه، وهو نازل بظاهر المدينة، واستصبحت القصيدة، وكان اجتماعي به يوم الأحد سادس صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة.
وهو رجل ربعهٌ، كهلٌ إلاَّ أن البياض غالب عليه، كثّ اللحية. رسالته عن ولادته، فذكر أنَّه ولد بكرة يوم الأربعاء الثاني والعشرين من جمادي الأولي سنة ست وثمانين وخمسمائة بدمشق.

الصفحة 21