كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

فضح القضيب بقدِّه لَّما بدا ... يهتزُّ من مرح الشَّباب ويخطر
وغدا الفؤاد بأسره من أسره ... لمَّا بدا في مشية يتبختر
فاق الغصون المايسات نضارةً ... فحلت شمائله وراق المنظر
من سود جفتيه يجرد أبيضٌ ... ويهزُّ من عطفيه لدنٌ اسمر
/22 ب/ يا منذري بالعذل في من خدُّه ... لشقائق النُّعمان بئس المنذر
لو عاينت عيناك خطَّ عذاره ... ما لمتني ولكنت فيه تعذر
عدَّ الملامة فهي لومٌ واقتصر ... يا من أطال ملام من لا يقصر
لا تخذلني يا عذول فإنَّ بالمولي ... أبا البركات أضحى ينصر
الماجد الحبر الجواد ومن غدت ... عنه أحاديث المكارم تسطر
ما زال من جدوي يديه موردٌ ... عذبٌ لمن يرجو نداه ومصدر
بحر علي قصَّاده متدفِّقٌ ... نارٌ علي حسَّاده تتسعَّر
عمَّ الورى بالمكرمات فلا ترى ... إلَّا فتًى يثني عليه ويشكر
ولقد طويت البيد نحو فتًي له ... صحف النَّدي في كلِّ ناد تنشر
يا عامراً بالمال آمال الورى ... لا زلت تعمر بالنَّوال وتغمر
لو أنَّ كفَّك صافحت حجراً غدت ... منه ينابيع الندي تتفجَّر
يا من سماء ندى يديه لم تزل ... في أرض عافية تسح وتمطر
إ، جدت للعافي فإنَّك حاتمٌ ... أو صلت في الباغي فإنكَّ عنتر
الله خصَّك دون سائر خلقه ... ببلاغةٍ معروفةٍ لا تنكر
فإذا نظمت نظمت أكباد العدا ... وإذا نثرت فكم رؤوس تنثر؟
/23 أ/ يا من له القلم الَّذي دانت له ... بيض الصَّفائح والوشيج الأسمر
يا من إذا سارت كتائب كتبه ... في النَّاس تطلق من تشاء وتأسر
بك قامت الأرواح أرواح الورى ... إذ كلهم عرضٌ وأنت الجوهر
[وقال في غلام عليه قباء أزرق: [من الوافر]

الصفحة 35