كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

[336]
عبد القادر بن يحيي بن أبي القاسم بن أبي المعالي بن هود بن حماد بن أبي بكر بن خبيرٍ، أبو الفضل الحميريُّ البوازيجيُّ
من أشهر بيت بالبوازيج، حفظ القرآن العظيم، وقال شعراً كثيراً، مدح به الناس، وما مدح أحداً إلَّا وعاد هجاه، وهو شاعر مجيد، سخيف الهجاء، خبيث اللسان.
أنشدني لنفسه؛ يمدح الإمام العلامة حجّة الإسلام كمال الدين أبا المعالي موسي بن يونس بن محمد بن منعه بن مالك الفقية المدرس، الموصلي الشافعي – رحمة الله -: [من الطويل]
مغانيالصِّبا لا زال ربعك غانيا ... وأصبح خاليه من النُّور حاليا
عدتك العوادي من زمانك واغتدت ... إلى ربعك الأنواء تهدي الغواديا
نثرت لآلي الدَّمع فيك وطالما ... نظمت بوصل الغانيات الَّلاليا
/25 أ/ ومنها:
يسائلني عن علَّةٍ ما شكوتها ... أليه خليلٌ ليس يعلم حاليا
ويأبي الهوى أن يكشف السِّتر بيننا ... فيصبح سرُّ الحب للنَّاس باديا
وكنت إذا ما جئت أسماء زائراً ... نظرت يميني تارةً وشماليا
فأدنوا ولم يشعر من الحيِّ كاشحٌ ... وامضي وقد سلُّوا عليَّ المواضيا
إذا رمت من أسماء في اللَّيل خلوةً ... تنبِّه في جنح الظَّلام الأعاديا
كأنَّ ظلام اللَّيل كل نجمة ... عليَّ رقيباً أو به مثل ما بيا
كأنَّك يا نجم السَّماء حمامةٌ ... تهيِّج للأعداء ليلاً حماميا
كأنَّك دهر عاندتني صروفه ... فكدَّر من أسماء ما كان صافيا
نأي النَّوم عنِّي بالهموم كأننَّي ... وهبت لطرّاق الهموم رقاديا
وخيفاء كلَّفت المطيَّ اعتساقها ... ذميلاً وقد القي الظَّلام المراسيا
وهبَّت لنا ريحٌ من الأرض قرَّةٌ ... ولا نار إلَّا جذوةٌ في فؤاديا

الصفحة 38