كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

ألا أيها الملك الَّذي سار خوفه ... إلى كل قلب ثم حطت رواحله
إلي م عدوُّ الدين تهجره القنا ... وقد نحلت شوقاً إليها مقاتله
ذر السَّيف يروي فيهم فلسانه ... فصيحٌ بهذا الدّين ما النَّصر قائله
فإن كنت لا ترضي لنفسك قتله ... فإنَّ الَّذي في نفسه منك قاتله
فكم ملكٍ تحت العجاج تصادمت ... قناتك في يوم الوغي وقنابله
شهرت عليه المشرفيَّة والقنا ... فولَّت كعانات الفلاه جحافله
/26 ب/ أقلَّت رياحٌ من سطاك عليهم ... سحاباً بصوب الموت جادت مخايله
همي فحدود المشرفيَّة سيله ... علي كلِّ هام والنُّحور جداوله
واعملت في اللَّبَّات كلَّ مثقَّفٍ ... يسيغ دماً حتَّى تبزَّل عامله
فلو أنَّ ملك الارض يوماً دعوته ... أجابك حقُّ الملك يوماً وباطله
فأنت حسام الله في يد قهره ... وأنت لواء الدِّين والله حامله
ومن كان في الآفاق بالجود قابلاً ... فإنَّ صلاح الدِّين في النَّاس فاعله
ولو لم يحاول جود كفَّيه آملٌ ... سري نحو ربع الآملين يحاوله
وأنشدني لنفسه يمدح الوزير الصاحب شرف الدين أبا البركات المستوفي – رحمة الله -: [من مجزوء الرمل]
يا لقومي الأقارب ... للقنا والقواضب
قتلتني تعمُّداً ... لحظات الكواعب
ورمتني بأسهمٍ ... عن قسيِّ الحواجب
ضرهَّ الشمس لو بدا ... وجهها في الغياهب
منع الطرَّف ان يري ... مشرفات الكواعب
تتعاطي لقومها ... باجتناب المعايب
/27 أ/ فهي لا شكَّ أنَّها ... من لؤيِّ بن غالب
كيف أدنو ودونها ... بالظُّبا كلُّ ضارب
وحرابٌ يهزُّها ... كلُّ ليث محارب
ولها من عفافها ... حاجب أيُّحاجب
ظلت من فرط حبِّها ... هائماً في السباسب

الصفحة 40