كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

هكذا كلُّ قابض ... مولعٌ بالرَّبارب
نجل موهوب يممِّوا ... تظفروا بالمواهب
لو دنا كلَّ راهبٍ ... من حماه وراغب
لاغتدي غير خائفٍ ... وانثني غير خائب
[ولقد قلت للركا ... ئب بعد الركَّائب]
هو مازال راغباً ... في ابتذال الرَّغائب
أنت يمٌّ يؤمُّه ... كلُّ ماش وراكب
ومغانيك كعبةٌ ... للمني والمارب
شرف الدِّين دعوةً ... من محبٍّ وصاحب
فاستجب دعوة أمرئٍ ... في الهوي غير كاذب
بنوالٍ مسحِّب ... ذيله كالسَّحائب
/27 أ/ وابق للحلم والنَّدي ... والعلا والمناصب
وأنشدني أيضاً لنفسه: [من مخلّع البسيط]
مرَّ أبو مرَّة علينا ... وقد تجلَّت لنا المدام
فظلَّ منَّا لهًا سجودٌ ... طوعاً ومنَّا لها قيام
في زيِّ حبر عليه مسحٌ ... من لونه ينشر الظَّلام
قال: سلامٌ، فقلت: منَّا ... عليك سيِّدي السَّلام
فقال: مالي اراك عنهم ... بمعزلٍ أيُها الغلام
رغبت عن مذهب الحميَّا ... ما هكذا تفعل الكرام
فقلت: شرب المدام حلُّ ... فقال لي: تركها حرام
إشرب فقال النَّديم: خذها ... أفتاك في شربها الإمام
فخضت بالإثم في بحور ... يموج في لجِّها الأنام
كم طاح شهرٌ، وراح دهرٌ ... ومرَّ عامٌ، وجاء عام

الصفحة 41