كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

قد كنت اعلم أنَّ الك في الوري ... أل ترفِّعه رُّبي وهضاب
لكن سمعت بأنَّ جودك لجَّةٌ ... فإذا الَّذي غرَّ الأنام سراب
وأنشدني لنفسه في مغن يهجوه: [من المنسرح]
غنَّي ابن أخت الزَّعيم والشَّرب قد ... دار عليه الشَّراب فانشعبا
فما شككنا وقد مضوا فرقاً ... أن غراباً عليهم نعبا
ورجَّع القول في بقيَّتهم ... فاطنبوا بالمقال واحربا
وهو علي جهله بصنعته ... يظنُّهم قد تهتكوا طربا
وأنشدني لنفسه في مستنيب يهجوه: [من المتقارب]
كأنَّ أبن افشين في زيره ... رياح الشِّتاء جرت بالأّصيل
فتلك تجمد صوب الغمام ... وهذا يجمِّد صوب العقول
له نفسٌ باردٌ يابسٌ ... يردِّده في الخفيف الثَّقيل
/30 أ/ وانشدني أيضاً قوله: [من الوافر]
ومعتدل القوام اذا تثَّني ... أراك معاطف الغصن الرَّشيق
كأنَّ عذاره والخدُّ منه ... غضيض النَّبت احدق بالشَّفيق
إذا سقَّاك في درٍّ عقيقاً ... تقبِّل منه دراً في عقيق
ففي ألفاظه واللَّحظ سحرٌ ... يرد الطَّائعين إلى الفسوق
دعاني فاهتديت إلى طريق ... يضلُّ المهتدين إلى الطَّريق
رشفت رضابه وشربت خمراً ... ففضَّلت الرَّحيق علي الرَّحيق
وأنشدني لنفسه أيضاً: [من الكامل]
قدم الرَّبيع بورده وبهاره ... فاستجل نبت الدَّهر في ازهاره
وتوقَّ غرته اذا أبرزتهأ ... للناس إنَّ الرَّاح من ابكاره
زمنٌ اعار الارض ثوب سمائه ... وبدت كواكب ليلة بنهاره
فاخلع عذارك في الملام لأهيفظس ... تسيبك مقلته وحسن عذاره
وأنشدني أيضاً من شعره: [من الطويل]
بعثت إلى المولي الوزير شكايةً ... واظهرت فيها ما تجنُّ الضَّمائر

الصفحة 44