كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

ليعلم إنِّي قاطعٌ حبل وصله ... وأنِّي من بعد المودَّة هاجر
/30 ب/ وأنَّي مع هجري له واجتنابه ... علي القري والنَّأي المفرِّق شاكر
فكم موطن يا ابن الكرام لديكم ... تساوي الحصافي جوِّه والجواهر
ولم أنس فيضٍ الدَّمع حلماً لأنَّني ... صفحت عن الازمان وهي غوادر
ولكنني احببتكم وأخو الهوي ... علي كلِّ مكروه من الحبِّ صابر
وأنشدني لنفسه يمدح النقيب محيي الدين أبا طاهر محمد بن حيدر بن محمد بن زيد الحسيني الموصلي:
[من الطويل]
جهلت من المعروف ما أنت عالمه ... إذا لم تزر ربعًا تعفَّت معالمه
وما هاج وجدي معلمٌ بان اهله ... ولكنَّ عهداً في ... تمائمه
وقفت به والصَّبح قد هزم الدُّجي ... إلى الغرب لمَّا سلَّ بالشَّرق صارمه
وللطير في شجراته وقصوره ... ترنُّم زنجيٍّ شجتني طماطه
فأسبل دمعي كالعقيق واسلمت ... فؤادي إلى ايدي الحمام حمائمه
سقت تربه الأنواء حتي تصرَّمت ... وحيَّاه من نوء السِّماكين رازمه
واغيد فتَّان اللَّوحظ لو رنا ... إلى بارحٍ لانهلَّ بالماء قائمة
أغار علي ألبابنا بلحاظه ... فراح وألباب الرِّجال غنائمه
/31 أ/ إذا البرق أمسي ثغره مبتسِّماً ... حكته وقد لاح الصَّباح مباسمه
أري الدَّهر للحرِّ الكريم محارباً ... وإن كان بالرَّغم الكريم يسالمه
فيخفضه ان رام في الناس رفعهً ... ويصرفه عن حقِّه وهو ظالمه
ولكنَّ سمحاً تسلب الدَّهر حكمه ... إذا برزت آراؤه وعزائمه
يخوض إلى العلياء كلَّ كريهة ... يصادم اطراف القنا وتصادمه
لأجدر أن يلقي الَّذي لا يسوؤه ... من الدَّهر او يعنو له وهو راغمه
وإن أخا الإعدام من بات طالباً ... مزيد غنًي في نفسه وهو عادمه
ومظلمة الأرجاء قفرٍ قطعتها ... علي خاضبٍ كا ..... تترو قوادمه
تجهَّمها واللَّيل ملق جرانه ... وقد لاح راميٍه وطارت نعائمه
كأن نجوم اللَّيل نور خميلة ... تفتَّح وهنا والنَّهار كمائمه
كأنَّ الدُّجي سارٍ بحيٍّ تفاذفتً ... براكبها الأمواج والركّب عائمه

الصفحة 45