كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

رسمنا البلد الغبر لمَّا تغشمرت ... إلى ابن عبيد الله .... رواسمه
إلى ذي ندي ينهلُّ قبل سؤاله ... كما انهلَّ من نوء السِّماكين رازمه
إذا ما أتاه طالب ...... .... يعارضه ثمَّ استهلَّت غمائمه
نداه يعمُّ المعتفين وبرُّه ... يزور اليتامي قائم الدَّهر صائمه
/31 ب/ من القوم لا المَّعروف فيهم بمنكرٍ ... ولا البرق من آلائهم خاب شائمه
ولو لم يكن من معشرٍ طاب خيمهم ... كرامٍ كفتهم في الفخار مكارمه
وإنَّ لمحيي الدِّين فضلاً عليهم ... كما فضل الحيَّ اليمانيَّ حاتمه
لئن فخرت أبناء فهر بما بنت ... وزاد علي ما شيَّد القوم هاشمه
بكم جلَّ هذا البيت حتَّى تواضعت ... لديه المعالي واشمخرت دعائمه
وأنتم من الهادي اذا انتسب الورى ... يداه وما ضمت عليه حيازمه
وأنتم لهذا الدِّين آل محمَّد ... علي الخصم عضبٌ في يد النَّصر قائمه
أبوكم إمام المتَّقين فمن عصي ... أوامره اصلته ناراً جرائمه
إمامٌ له جبريل ما زال خادماً ... وحسبك فخراً أنَّ جبريل خادمه
ولولاكم ما قام للدِّين منبرٌ ... ولا خطبت اعرابه واعاجمه
بجدَّكم المبعوث جلَّت فروعه ... ومن علمه دون الوري قال عالمه
وكنتم علي الآفاق عارض رحمةٍ ... بوارقه محمودة وهماهمه
وأنشدني أيضاً لنفسه من قصيدة يمدح بها: [من الوافر]
لسعدك يخضع الفلك الآثير ... وأنت الحيُّ تخدمك الدُّهور
/32 أ/متي خاضت بحدِّ ظباك حرب ... فليس لها وإن هزمت ظهور
تسيل بها دماً مهج الأعادي ... إذا افترعت بكارتها الذُّكور
ويوم ظلَّ مسودَّ الحواشي ... تحلقه بأنفسها الصُّدور
كأنَّ تناوح الجيشين فيه ... جبال الرُّوم قابلها ثبير
شهرت عليهم بيض المواضي ... من الأغماد وهي لها خدور
وقد انكحتهنّ الهام ضرباً ... وكان نتاجهنَّ دماً يمور
وأنشدني له: [من المنسرح]

الصفحة 46