كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 3)

حسنت أحسنت في قرب وفي بعدٍ ... منحت انحلت من وفرٍ ومن بدر
أوليت من منن جلَّت جلت كربي ... نمت وتمَّت كروض مزهر نضر
ماذا ليمناك من يمن ومن منن ... ماذا ليسراك من يسرٍ ومن يسر
جادت عليَّ سحابٌ من اكفَّكم ... فاطلعت في أكفي دوحة البدر
مازال واكفها ينصبُّ في غدق ... حتّى ..... بناني بالِّندي الهمر
يا محسناً كل إحسان بلا كذب ... ومغنياً كل إغناء بلا قدر
فقت الأكارم في سر خصصت به ... فأنت من مالك ما أنت من بشر
هذي أياديك لا أحصي لها عدداً ... ما ينقضي سردها أو ينقضي عمري
/201: 5 أ/ قد احدقت وأحاطت بي إحاطة من لبي وطاف ببيت الله والحجر
والشكر فرض عليه لازم فأصخ ... لسمع شكر كمثل السِّمط بالدُّرر
ما شابه دخلٌ كلاً ولا خللٌ ... صفا صفاءً يميز الماء في الغدر
شكري لنعماك شكر الرَّوض للمطر ... أو مقترٍ لغني وافي علي وطر
أو شكر عبد لمولّي كان أعتقه ... أو شكر حام لصفو السَّلسل الخضر
أو كالغريق لما انجاه من خطر ... أو كالطليق لمن نجاه من ضرر
أو كالسَّقيم لبرءٍ إثره فرحٌ ... أو كالكريم لضيفٍ جاء من سفر
أو كالمحبَّ لمحبوَّب يؤانسه ... أو كالنَّزيف زمانَ النَّور للسَّكر
والحمد يتبعه عجلان في مهلٍ ... حثا بلاً مهلٍ نصّاً علي الأثر
لو كان للشكر شخص يا مني أملي ... يري لجئت به في أحسن الصُّور
حتَّى تراه وتدري أنَّني رجلٌ ... شكري لك الدَّهر شكر السَّمع والبصر
السَّمع يشكر للأصوات ما حسنت ... والعين تشكر طول الدَّهر للنَّظر
لكنَّه في ضميري والكلام محرِّكٌ بلسان الخبر والخبر
لو حلَّ شكري وسط البحر في مدد ... لصار في حينه احلي من السَّكر
أو حلَّ في فلواتٍ تربها حجرٌ ... لأنبت ...... .. بالثَّمر

الصفحة 66