كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 3)

[ (حرف الفاء) ]
(حرف الفاء) 159- «الفتنة.. نائمة، لعن الله من أيقظها» .
160- «فعل المعروف.. يقي مصارع السّوء» .
(حرف الفاء) 159- ( «الفتنة) ؛ المحنة، وكلّ ما يشقّ على الإنسان، وكل ما يبتلي الله به عباده فتنة. قال تعالى وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [35/ الأنبياء] ؛ كذا في «الكشّاف» .
وقال ابن القيّم: الفتنة نوعان: 1- فتنة الشّبهات، وهي العظمى، و 2- فتنة الشّهوات، وقد يجتمعان للعبد، وقد ينفرد بإحداهما. انتهى مناوي على «الجامع» .
وفي «الحفني» : الفتنة هي ما يحصل به ضرر للعبد في دينه أو دنياه.
(نائمة) ؛ ساكنة (لعن) ؛ أي: أبعد (الله) عن رحمته (من أيقظها» ) ؛ أي: أثارها، وذلك كأن يلقي المبتدع شبهة على المسلمين، وكأن يقول شخص لطائفة: إنّ عدوّكم فلان يريد قتالكم؛ ليحرّكهم للقتال! من غير أصل، وهكذا.
انتهى «حفني» .
والحديث ذكره في «الجامع الصغير» و «كشف الخفا» وقالا: أخرجه الرّافعي الإمام؛ عن أنس رضي الله عنه، ورواه عنه الدّيلمي، لكن بيّض ولده لسنده، وعند نعيم بن حماد في «كتاب الفتن» ؛ عن ابن عمر بلفظ:
«إنّ الفتنة راتعة في بلاد الله، تطأ في خطامها؛ لا يحلّ لأحد أن يوقظها، ويل لمن أخذ بخطامها» . انتهى.
160- ( «فعل المعروف) في الدّنيا (يقي مصارع السّوء» ) ؛ أي: الوقوع في الهلكات في الدّنيا والآخرة. قال العامري: المعروف هنا يعود إلى مكارم الأخلاق مع الخلق؛ كالبرّ والمواساة بالمال، والتعهّد في مهمات الأحوال؛ كسدّ خلّة

الصفحة 457