كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 3)

وقال: الخفيف
لَيْلُهَا صُبْحُهَا من النَّارِ والإصْ ... باحُ لَيْلٌ من الدُّخَانِ تِمَامُ
قال: يعني انهم يوقدون النيران بالليل لقرى الضيفان، فالليل كأنه صبح لزوال الظلام.
وقوله: والإصباح ليل يحتمل وجهين:
أحدهما: انهم يوقدون النار بالنهار أيضا، لأن قراهم لا ينقطع في ليل ولا نهار، فدخان النار يستر ضياء الشمس.
والآخر: أنهم يعقرون في النهار ويحاربون، فيزول نور النهار لأجل الغبار.
وأقول: إن الوجه الثاني الذي ذكره في قوله: والإصباح ليل من الدخان ليس بشيء! لأنه لا دليل عليه من لفظ البيت ولا من مفهومه. ولو أراد الحرب لقال: ليل من العجاج أو الغبار والوجه الصحيح هو الأول.
وقوله: الخفيف
ونُفُوسٌ إذا انْبَرَتْ لقتالٍ ... نَفِدَتْ قبلَ ينفَذُ الإقدامُ

الصفحة 154