كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 3)

قال: إذا انبرت لقتال أنفدتها الحرب وإقدامها لم ينفد.
وأقول: هكذا قال أبو الطيب، فكلا القولين يحتاج إلى تفسير. وقد ذكرته قبل.
وقوله: الطويل
ولم تُسْلِها إلاَّ المنَايَا وإنما ... أشَدُّ من السُّقْمِ الذي أذْهَبَ السُّقْمَا
لم يذكر معنى هذا البيت! وهو أن جدته كانت سقيمة بسبب شوقها إليه، فجاءها ما أسلاها عنه، وهو الموت، فذهب السقم بما هو اعظم منه وهو الموت. وهذا مثل قولهم: هذا أعظم من الحرش! ومثل قوله بعده: الطويل
وكنتُ قُبَيْلَ المَوْت أسْتَعْظِمُ النَّوَى ... فَقَدْ صَارتِ الصُّغْرَى التي كانت العُظْمَى
وقوله: الطويل
وإنِّي لِمَنْ قَوْمٍ كأنَّ نُفُوسَنَا ... بهَا أَنَفٌ أنْ تَسْكُنَ اللَّحْمَ والعَظْمَا

الصفحة 155