كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 3)

قال: كأنه أراد بهذا القول: نؤثر القتل؛ لأن نفوسنا تأنف أن تسكن اللحم والعظم.
وأقول: إن هذه العبارة ناقصة، قاصرة عن المعنى، وهو: أنّا لكثرة ما نتعرض للقتل، بإلقاء نفوسنا في الحرب، ولا نشفق عليها من الموت، كأن نفوسنا تأنف أن تسكن أجسامنا المركبّة من اللحم والعظم أو أراد أنهم من الملائكة، لا من الناس؛ فأنفسهم تأنف من سكنى الأجسام المركبّة من اللحم والعظم.
وقوله: الطويل
ويَبْسِمْنَ عن غُرٍّ تَقَلَّدْنَ مِثْلَهُ ... كأنَّ التَّراقي وُشِّحَتْ بالمبَاسِمِ
قال: إنما عدل عن الدر إلى الغر؛ لأن الدرة ربما كانت عظيمة لا يحسن أن تشبه بها السن.
وأقول: إن كان عدل عنه لذلك؛ فإنه قد وقع فيه! لأن الغر هنا صفة للدر، ولهذا قال: تقلدن مثله؛ أي درا مثله؛ ثم قال:
. . . . . . . . . ... كأنَّ التَّراقي وُشِّحَتْ بالمبَاسِمِ

الصفحة 156