كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 3)

فحقق إنها در؛ لأن العقود المتوشح بها لا تكون إلا درا. على إنه قد روي: ويبسمن عن در وإنما في غر زيادة الوصف.
وقوله: الطويل
تَمُرُّ عليه الشمسُ وهي ضَعِيفَةٌ ... تُطَالِعُهُ من بين رِيشِ القَشَاعِمِ
قال: يقول: إن الجيش ارتفع غباره، فالشمس لا تصل إليه، إلا أن تدخله من بين ريش القشاعم.
وأقول: وكذلك إذا لم يرتفع غباره؛ فان الشمس لا تدخله إلا من بين ريش القشاعم! وضعف الشمس هنا ما هو لكثرة الغبار، وإنما هو لكثرة الطير التي قد حجبت بين الجيش وبينها، فربما نزل من فرجها ضوء، فتدور على البيض، مثل
الدراهم ولو كان من ارتفاع لما كان كذلك. وقد جعل أبو الطيب ضوء الشمس النازل من خلل الأشجار في مكان آخر بمنزلة الدنانير، وهو قوله: الوافر
وألْقَى الشَّرقُ في ثيابي ... دَنَانيراً تَفِرُّ من البَنَانِ

الصفحة 157