كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 3)

ومعصم سمة من جميلك يعرف بها لك، فكلا السمتين يدل على الملك؛ إلا أن هذه سمة بنار، وهي للدواب، وهذه سمة بغير نار وهي للناس.
وقوله: الوافر
مَلُومُكُمَا يَجِلُّ عن المَلامِ ... وَوَقْعُ فَعَالهِ فَوْقَ الكَلامِ
قال: قوله:
. . . . . . . . . ... وَوَقْعُ فَعَالهِ فَوْقَ الكَلامِ
يريد إنه إذا قال قولا، اتبعه بالفعل، من غير تلبث. وليس كمن يمطل إذا وعد إنه يفعل.
وأقول: إنه لم يرد اتباع قوله بالفعل، ولا في الكلام دليل عليه. وإنما أراد إنه
يفعل أكثر مما يقول، وليس كمن يقول قولا، من وعد، أو وعيد، فيكون فعله اقل من قوله. وهذا مثل قول الآخر: الوافر
يقولُ فُيُحْسِنُ القَوْلَ ابنُ لَيْلَى ... ويَفْعَلُ فَوْقَ أحْسَنِ مَا يَقُولُ

الصفحة 159