كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 3)

وقوله: المنسرح
لَقِنَنَا والحمولُ سَائِرَةٌ ... وَهُنَّ دُرٌّ فَذُبْنَ أمْوَاهَا
قال: قوله: فذبن أمواها يحتمل أن يكون من الحياء، ويحتمل أن يكون من كثرة البكاء.
قلت: ويحتمل أن يكون من الشوق إلينا، أو من نعمتهن، وشدة حركة الإبل بالسير، أو من حرارة أنفاسنا بلقائهن لنا، ويكون مثل قوله: الكامل
وَبَسَمْنَ عن بَرَدٍ خَشِيتُ أذِيبُهُ ... من حَرِّ أنفاسي فكُنْتُ الذَّائِبَا
إلا إنه بالغ هاهنا فجعل أنفاسه تذيب الدر.
وقوله: المنسرح
في بَلَدٍ تُضْرَبُ الحِجَالُ به ... على حِسَانٍ وَلَسْنَ أشْبَاهَا
قال: أي: كل واحدة منهن منفردة بالحسن، لا يشاكلها فيه غيرها.
قال: ويجوز أن يكون: لسن أشباها أي: قد صارت هذه المشيب بها سببا

الصفحة 168