كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 3)

أعتقه رسول الله جييه، وهو معدود في مواليه، وكان أبو بكرة يقول: أنا من إخوانكم في الدين، وأنا مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنْ أَبَى النَّاس ألا ينسبوني فأنا نفيع بن مسروح (¬1).
وكان من فضلاء الصحابة وصالحيهم، ولم يزل مُجتهدًا في العبادة حتَّى توفي. قَالَ الحسن: لم يكن بالبصرة من الصَّحابة أفضل منه، ومن عمران بن حصين، رُوِي لَهُ مائة واثنان وثلاثون حديثًا، اتفقا عَلَى ثمانية، وانفرد البخاري بخمسة، ومسلم بحديث.
روى عنه: ابناه عبد الرحمن ومسلم وغيرهما من كِبار التابعين، وكان ممن اعتزل يوم الجمل، ولم يُقاتل مع واحد من الفريقين، مات بالبصرة سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة اثنتين (¬2).
وأمَّا الأحنف بن قيس فهو أبو بحر، واسمه الضحاك، وقيل: صخر بن قيمس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن مُرة بن عُبيد بن مُقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وُلِد وهو أحنف، والأحنف: الأعوج، والحنف: الاعوجاج في الرِّجْل (¬3)، وهو أن تقبل إحدى الإبهامين من إحدى الرجلين عَلَى الأخرى، وقيل: هو الذي يمشي عَلَى ظهر قدمه من شقها. أي:
¬__________
(¬1) ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/ 63، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 3/ 6.
(¬2) انظر ترجمته - رضي الله عنه -: "الطبقات الكبرى" لابن سعد 7/ 15، و"التاريخ الكبير" 8/ 112 (2388)، و"الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم 3/ 207 (462)، و"الجرح والتعديل" 8/ 489 (2239)، و"معجم الصحابة" لابن قانع 3/ 142 (1117)، "الثقات" لابن حبان 3/ 411، "الاستيعاب" 4/ 23، (303)، "تهذيب الكمال" 30/ 5 (6465)، "أسد الغابة" 5/ 354 (5282)، "سير أعلام النبلاء" 3/ 5 - 10، "الإصابة" 4/ 23 (144).
(¬3) "الصحاح" 2/ 1347، مادة (حنف).

الصفحة 11