كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 3)

فضل على غيره (¬1)، وقيل: إن حتى بمعنى الواو، أو بمعنى حين. حكاه المازري (¬2)، وفيه ضعف.
وإنما كان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه (¬3)، لأن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع؛ لأن بدوام القليل تدوم الطاعة وتثمر.
الخامس: في أحكامه وفوائده:
الأول: مراد البخاري بالباب أن الدين يطلق على الأعمال وقد سبق أن الدين والإسلام والإيمان يكون بمعنى، وقد تفترق، وموضع الدلالة: (وكان أحب الدين ما داوم عليه صاحبه) أي: أحب الأعمال كما جاء مصرحًا (به) (¬4) في غير هذِه الرواية (¬5).
الثاني: الدين هنا: الطاعة، ومنه الحديث في الخوارج "يمرقون من الدين" (¬6). أي: من طاعة الإمام، ويحتمل أن يريد أعمال الدين. وفي "المحكم": الدين: الإسلام. وقد دنت به، وفي حديث علي: محبة العلماء دين يدان به (¬7) والدينة كالدين (¬8)، وفي "الجامع": الدين: العبودية والذل، والدين: الملة والدين: (الخالص) (¬9).
¬__________
(¬1) انظر: "شرح ابن بطال" 1/ 100 - 101.
(¬2) "المعلم" 1/ 222.
(¬3) في (ف): صاحب العمل.
(¬4) من (ج).
(¬5) سيأتي من حديث عائشة (5861) كتاب اللباس، باب الجلوس على الحصير.
(¬6) سيأتي برقم (3344) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ}.
(¬7) قطعة من أثر رواه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 79 - 80، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 379 (3413)، والمزي في "تهذيب الكمال" 24/ 220 - 221، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" 11/ 1. باختلاف في اللفظ.
(¬8) "المحكم" 10/ 106.
(¬9) في (ج): الحال.

الصفحة 118