كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 3)

روي لَهُ مائتا حديث وأحد وثمانون حديثًا، اتفقا منها عَلَى اثني عشر، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بسبعة عشر. روى عنه: ابن عباس وأنس، وعنه خلق من التابعين، مات بالربذة سنة اثنين وثلاثين، وصلى عليه ابن مسعود، وقصته فيها مشهورة.
وقد أوضحت ترجمته في كتابنا المسمى بـ "العدة في معرفة رجال العمدة" فراجعها منه.
ومن مذهبه أنه يُحرم عَلَى الإنسان مازاد عَلَى حاجته من المال، وكان قوالًا بالحق. وسُئل عليٌّ عنه فقال: ذاك رجل وعي علمًا عجز عنه الناس، وأوكأ علمه، ولم يخرج شيئًا منه (¬1).
وعن أبي ذر قَالَ: تركنا رسول الله، وما يقلب طائرٌ جناحيه في
¬__________
= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. اهـ.
والحديث ضعفه الألباني في "ضعيف الترمذي".
ورواه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 228، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 6/ 390 (32257) من طريق أبي أمية بن يعلى، عن أبي الزناد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ، ومن سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر".
قال الذهبي في "السير" 2/ 59: أبو أمية بن يعلى واهٍ. اهـ.
ورواه الطبراني في "الكبير" 2/ 149 (1626) من طريق إبراهيم الهجري رفعه إلى عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بلفظ: "من سره أن ينظر إلى شبيه عيسى ابن مريم خَلْقًا وخُلُقًا فلينظر إلى أبي ذرّ".
قال الهيثمي في "المجمع" 9/ 330: رواه الطبراني. وفيه: إبراهيم الهجري، وهو ضعيف، وإبراهيم مع ضعفه لم يدرك ابن مسعود. اهـ.
والحديث في الجملة صحيح بشواهده عند الألباني كما في "الصحيحة" (2343).
(¬1) رواه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 354، 4/ 232، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 539 - 540، والطبراني في "الكبير" 6/ 213 (6041).

الصفحة 24