كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 3)

المصحف في صدقه (¬1).
يقال إن أصله من طبرستان من قرية يقال لها: دباوند (¬2) ناحية منها، جاء به أبوه حميلًا إلى الكوفة فاشتراه لَهُ رجل من بني أسد فأعتقه. وقال الترمذي في "جامعه" في باب: الاستتار عند الحاجة، عن الأعمش أنه قَالَ: كان أبي حَميلًا فَوَرَّثَهُ مسروق (¬3). فالحميل عَلَى هذا أبوه، والحميل: الذي يحمل من بلده صغيرًا، ولم يولد في الإسلام.
وظهر للأعمش أربعة آلاف حديث، ولم يكن لَهُ كتاب، وكان فصيحًا لم يلحن قط، وكان أبوه من سبي الديلم يقال: إنه شهد قتل الحسين، وإن الأعمش ولد يوم قتل الحسين يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. وقال البخاري: ولد سنة ستين، مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
فائدة:
نُسب الأعمشُ إلى التدليس (¬4)، وقد عنعن في هذا الحديث عن إبراهيم، وذكر الخطيب عن بعفالحفاظ أنه يدلس عن غير ثقة، بخلاف سفيان، لكن قَدْ أسلفنا أن حديثه في "الصحيح" محمول عَلَى السماع.
¬__________
(¬1) رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 11.
(¬2) دباوند أو دنباوند، كلاهما صحيح انظر: "معجم البلدان" 2/ 436.
(¬3) أورده الترمذي في إثر حديث رقم (14).
(¬4) وصفه بالتدليس الكرابيسي، والنسائي، والدارقطني كما في "تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" لابن حجر ص 67. قال الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 414: وهو يدلس، وربما دلّس عن ضعيف، ولا يدري به، فمتى قال: حدثنا، فلا كلام، ومتى قال: عن، تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم، كإبراهيم، وابن أبي وائل، وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال. اهـ.

الصفحة 38