ثمَّ الكلام عليه من أوجه:
أحدها:
هذا الحديث أخرجه البخاري هنا، وفي الطهارة (¬1)، والأدب (¬2)، وخلق آدم (¬3)، كما (ستعلمه) (¬4) إن شاء الله، وأخرجه مسلم (¬5) والأربعة في الطهارة (¬6).
ثانيها:
معنى قولها: (إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ) أي: لا يأمر بالحياء فيه، ولا يمنع من ذكره فتعتذر به، فعبر بالحياء عن الأمر به، من باب إطلاق اسم التعلق عَلَى المتعلق؛ لأن الله لا يوصف بالاستحياء عَلَى حد ما يوصف به المخلوق؛ لأنه منهم تغير وانكسار بتغير الأحوال، تعالى الله عن ذَلِكَ (¬7).
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (282) كتاب: الغسل، باب: إذا احتلمت المرأة.
(¬2) سيأتي برقم (6091) كتاب: الأدب، باب: التبسم والضحك، وبرقم (6121) باب: ما لا يستحيى من الحق للتفقه في الدين.
(¬3) سيأتي برقم (3328) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: خلق آدم وذريته.
(¬4) كذا في الأصل، وفي (ج): ستعرفه.
(¬5) مسلم برقم (313/ 32) كتاب: الحيض، باب: وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها.
(¬6) أبو داود معلقًا بعد حديث (237)، الترمذي (122)، النسائي 1/ 114، ابن ماجه (600).
(¬7) قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في تعليقه على فتح الباري (1/ 389): والصواب: أنه لا حاجة إلى التأويل مطلقًا، فإن الله يوصف بالحياء الذي يليق به ولا يشابه فيه خلقه كسائر صفاته، وقد ورد وصفه بذلك في نصوص كثيرة؛ فوجب إثباته له على الوجه الذي يليق به، وهذا قول أهل السنة والجماعة في جميع الصفات الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة، وهو طريق النجاة فتنبه واحذر، والله أعلم.