كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 3)

قَالَ الحميدي في "جمعه": كل ما في البخاري ومسلم حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة فهو الزهري إلا في هذا الحديث خاصة، فإن راويه عن أبي هريرة الحميري وهذا الحديث لم يذكره البخاري في "صحيحه" قَالَ: ولا ذكر للحميري في البخاري أصلًا ولا في مسلم إلا هذا الحديث (¬1)، هذا كلامه. ودعواه أن البخاري لم يذكره في "صحيحه" قد علمت ما فيه، وقوله: ولا في مسلم إلا هذا الحديث ليس بجيد فقد ذكره مسلم في ثلاثة أحاديث:
أحدها: أول الكتاب حديث ابن عمر في القدر، عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميري قالا: لقينا ابن عمر .. وذكر الحديث (¬2).
ثانيها: في الوصايا عن (عمرو) (¬3) بن سعيد عن حميد الحميري عن ثلاثة من ولد سعد أن سعدًا .. فذكر (¬4).
ثالثها: فيها (¬5) عن محمد بن سيرين عنه عن ثلاثة من ولد سعد بن
هشام عن عائشة قالت: كان ستر فيه تمثال طير .. فذكر الحديث (¬6).
ثانيها: هذا الإسناد كلهم مدنيون.
¬__________
(¬1) "الجمع بين رجال الصحيحين" للحميدي 3/ 322 (2773).
(¬2) مسلم (8/ 2) كتاب الإيمان، باب: بيان الإيمان والإسلام ..
(¬3) في (ج): عمر، والمثبت هو الصوَاب كما في مسلم.
(¬4) مسلم (1628/ 9) كتاب: الوصية، باب: الوصية بالثلث.
(¬5) أي كتاب الوصايا.
(¬6) كذا بالأصل، والعبارة فيها خلط شديد، سندًا ومتنًا، فقد أخرج مسلم (1628/ 9) كتاب: الوصية، باب: الوصية بالثلث، عن محمد بن سيرين، عن حميد بن عبد الرحمن، عن ثلاثة من ولد سعد بن مالك كلهم يحدثنيه بمثل حديث صاحبه فقال: مرض سعد بمكة، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده .. =

الصفحة 75