الرابعة: فيه حجة لمن جوز قول رمضان بغير إضافة شهر إليه، وهو الصواب، وستعرف الخلاف فيه في بابه.
الخامسة: ظاهر الحديث غفران الصغائر والكبائر، وفضل الله واسع، لكن المشهور من مذاهب العلماء في هذا الحديث وشبهه كحديث غفران الخطايا بالوضوء (¬1)، وبصوم عرفة ويوم عاشوراء (¬2) ونحوه، أن المراد غفران الصغائر فقط، كما في حديث الوضوء "مما لم يؤت كبيرة" (¬3)، "ما اجتنبت الكبائر" (¬4)، وفي التخصيص نظر، كما قاله النووي (¬5). لكن قام الإجماع على أن الكبائر لا تسقط إلا بالتوبة أو بالحد.
فإن قُلْتَ: قد ثبت في "الصحيح" هذا الحديث في: قيام رمضان والآخر: في صيامه (¬6) والآخر: (في) (¬7) قيام ليلة القدر (¬8) والآخر: في صوم عرفة أنه كفارة سنتين (¬9)، وفي عاشوراء أنه كفارة سنة،
¬__________
(¬1) رواه مسلم (251) كتاب: الطهارة، باب: فضل إسباغ الوضوء.
(¬2) رواه مسلم (1162) كتاب: الصيام، باب: استحباب صيام ثلاثة أيام وصوم يوم عرفة وعاشوراء، من حديث أبي قتادة.
(¬3) رواه مسلم (228/ 7) كتاب: الطهارة باب: فضل الوضوء والصلاة عقبه.
(¬4) رواه مسلم (233/ 16) كتاب: الطهارة، باب: الصلوات الخمس والجمعة ..
(¬5) "مسلم بشرح النووي" 6/ 40.
(¬6) سيأتي برقم (38) كتاب: الإيمان، باب: صوم رمضان، ورواه مسلم (759) كتاب: صلاة المسافرين، باب: الترغيب في الدعاء والذكر.
(¬7) من (ج).
(¬8) سبق برقم (35) كتاب: الإيمان باب: قيام ليلة القدر من الإيمان، ورواه مسلم (759) في صلاة المسافرين، باب: الترغيب في الدعاء والذكر.
(¬9) رواه مسلم (1162) كتاب: الصيام، باب: استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة.