كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 3)

والروحة: آخر النهار؛ وذكر ابن سيده: أنه العشي (¬1). وقيل: من لدن زوال الشمس إلى الليل، ورحنا رواحًا وتروحنا: سرنا ذَلِكَ الوقت أو عملنا.
"والدُّلْجَة" -بضم الدال وإسكان اللام- هكذا الرواية، ويجوز في اللغة فتحها، ويقال: بفتح اللام أيضًا، وهي بالضم: سير آخر الليل، (وبالفتح سير الليل)، وأدلج بالتخفيف: سير الليل كله، وبالتشديد: سير آخر الليل، هذا هو الأكثر، وقيل: يقال (فيهما بالتخفيف والتشديد.
قَالَ ابن سيده: الدُّلجة: سير السحر، والدَّلْجة: سير الليل كله، والدَّلَج والدَّلْجة والدَّلَجة -الأخيرة عن ثعلب- الساعة) (¬2) من آخر الليل. وأدلجوا: ساروا الليل كله، وقيل: الدلج: الليل كله من أوله إلى آخره، وأي ساعة سرت من الليل من أوله إلى آخره فقد أدلجت على مثال أخرجت.
والتفرقة بين أدلجت وادَلَجت قول جميع أهل اللغة إلا الفارسي (¬3)، فقد حكى أدْلَجْت وادَّلَجْت لغتان في المعنيين جميعًا (¬4).
¬__________
(¬1) "المحكم" 3/ 393 مادة: (روح).
(¬2) ما بين قوسين من (ف).
(¬3) هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي النحوي، ولد بمدينة فسا واشتغل ببغداد، وكان إمام وقته في علم النحو ومن تصانيفه: "التذكرة" و"المقصور والممدود" توفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. ترجم له ابن خلكان في "وفيات الأعيان" 2/ 80، وابن النديم في "الفهرست" ص 64 والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 275 وياقوت في "معجم الأدباء" 7/ 232.
(¬4) "المحكم" 7/ 233 - 234.

الصفحة 85