كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 3)

قلت: هذا الكلام دليل على أنه لم يدر معنى القلب، لأنا قدمنا أن القلب إبداء خصوصية في الأصل هى شرط العلية، وأما أن تلك الخصوصية علة مستقلة، فلا قائل به.
واعلم أنك إذا عرفت وجه قدح القلب في القياس عرفت أن ذلك قادح سواء جعل سؤالًا واحدًا، أو سؤالين.
قوله: "وأنه يمتنع تعدد الأصول".
أقول: القائلون بكون الفرق [قادحًا] (١) اختلفوا في جواز تعدد الأصل الذي يقاس عليه الفرع، والصحيح عدم جوازه، لأن الأصل الواحد كاف بالمقصود، والتعدد يوجب الانتشار، ولو جوزنا تعدد العلل.
وقيل: يجوز لأنه أقوى لإفادته الظن (٢).
ثم المجيزون افترقوا: بعضهم إذا فرق المعترض بين أصل واحد، وبين ذلك الفرع يكفيه في القدح، ولا يجب التعرض لسائر الأصول.
وقيل: يجب التعرض للكل لأن المجموع في الحقيقة هو الأصل الملحق به لا كل واحد.
---------------
(١) سقط من (ب) وأثبت بهامشها.
(٢) وصححه ابن الحاجب في المختصر: ٢/ ٢٧٧، وراجع: همع الهوامع: ص/ ٣٧٩، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٢٢٠.

الصفحة 347