كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 3)

وجواب الاستفسار ببيان ظهوره فيما قصده، إما بالنقل عن أهل اللغة، أو في العرف العام كذا، أو الخاص، أو بقرائن الأحوال، أو يفسده بما يحتمل لغة.
قيل: وربما لا يحتمل.
والصواب خلافه: لأنه يصير من جنس اللعب، فتخرج المناظرة عن وضعها من طلب إظهار الحق.
وهنا طريق آخر ربما استعمله بعض أهل الجدل بأن نقول -بعد بيان المعترض-: الأصل عدم (١) الإجمال، أو أنه ظاهر فيما قصدت، لكونه غير ظاهر في غيره.
والحق: أن هذا ليس جوابًا: لأن المعترض بذل مجهوده في بيان الإجمال، فلو كان هذا القدر جوابًا لم يكن للمناظرة فائدة، والمصنف نقل الخلاف مجردًا عن الاختيار.
قوله: "ومنها التقسيم".
أقول: من الاعتراضات التقسيم، وهو كون اللفظ المورد في الدليل دائرًا بين أمرين، أو أكثر (٢)، فيمنع الذي يتوهم كونه محصل المقصود، ويسكت عن الآخر؛ لأنه لا يضره، أو يتعرض لعدم صلاحية ذلك للعلية.
---------------
(١) آخر الورقة (١٢٠/ ب من أ).
(٢) راجع كلام الأصوليين على هذا القادح: المنهاج للباجي: ص/ ٢١٠، والكافية للجويني: ص/ ٣٩٤، وروضة الناظر: ص/ ٣٤١، والإحكام للآمدي: ٣/ ١٤٦، =

الصفحة 366