كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 3)
أقول: هذه المسألة موضوعة لبيان شرائط الراوي (١):
منها: العقل، فلا يقبل قول المجنون إذا أطبق جنونه، وكذا إذا لم يطبق، وأثر جنونه في زمن الإفاقة.
ومنها: البلوغ، فلا يقبل الصبي حال صباه، وإن كان مميزًا؛ لأنه لاحتمال كذبه لعلمه بعدم التكليف، وأما إذا تحمل في الصبا، وروى بعده، فالإجماع على قبوله لاتفاق الصحابة على قبول خبر ابن عباس، وابن الزبير (٢) وأمثالهما (٣).
---------------
(١) المراد بالشروط هنا شروط الأداء، وهي تختلف في جملتها عن شروط التحمل.
راجع: الرسالة: ص/ ٣٧٠، وتوضيح الأفكار: ٢/ ١١٤، / وأصول الحديث: ص/ ٢٢٩، وتيسير التحرير: ٣/ ٣٩.
(٢) هو الصحابي عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي أبو خبيب، أو حبيب، أو أبو عبد الرحمن، وهو أول مولود في الإسلام في السنة الأولى بعد الهجرة، وهو فارس قريش، وأمه أسماء بنت أبي بكر، شهد اليرموك، وصار أمير المؤمنين بويع بالخلافة بعد موت يزيد سنة (٦٤ هـ) وغلب على الحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان، وكان فصيحًا، لسنًا، شريفًا كثير العبادة، ودافع عن عثمان يوم الدار، وقاتله بنو أمية حتى تغلبوا عليه في الكعبة، وقتل، وصلب سنة (٧٣ هـ).
راجع: أسد الغابة: ٣/ ٢٤٢، والإصابة: ٢/ ٣٠٩، وحلية الأولياء: ١/ ٣٢٩، والمعارف: ص/ ٢٥٦، والعقد الثمين: ٥/ ١٤١، والبداية والنهاية: ٨/ ٣٣٢، وتأريخ الخلفاء: ص/ ٢١١. وقد توفي الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وعمر ابن عباس ثلاث عشرة سنة، وقيل أقل من ذلك، وعمر ابن الزبير تسع سنين، راجع: الإصابة: ٢/ ٣١٠، ٣٣٠.
(٣) راجع: أصول السرخسي: ١/ ٣٤٥، والكفاية: ص/ ٧٦، ومقدمة ابن الصلاح: ص/ ٥٠، وتدريب الراوي: ١/ ٣٠٠، وتوضيح الأفكار: ٢/ ١١٤.