كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 3)
ويقبل مكثر الرواية، وإن كانت مخالطته لأهل الحديث قليلة إذا أمكن تحصيل ذلك القدر في تلك المدة، فإن لم يمكن يرد قوله مطلقًا لعدم العلم بما يرويه صدقًا بعينه (١).
قوله: "وشرط الراوي العدالة: وهي ملكة تمنع عن اقتراف الكبائر".
أقول: العدالة: صفة نفسانية راسخة (٢) تمنع ارتكاب الكبائر والصغائر المشعرة بالخسة كسرقة لقمة، وتطفيف حبة، فمرتكب كبيرة، أو صغيرة هذا شأنها يفسق (٣)، وغيرها من الصغائر الإصرار عليها الذي هو ملحق بالكبائر (٤) قادح، وكذا بعض المباحات كالأكل في السوق لغير أهله، واللعب في الحمام، والحرف الدنية، والاجتماع مع الأراذل.
---------------
= راجع: أصول السرخسي: ١/ ٣٧٣، والكفاية: ص/ ١٥١، ومقدمة ابن الصلاح: ص/ ٥٧، وتدريب الراوي: ١/ ٣٣٩، وتوضيح الأفكار: ٣/ ٢٣، وشرح تنقيح الفصول: ص/٣٧٠، والمسودة: ص/ ٢٦٦، ومناهج العقول: ٢/ ٣٠٦.
(١) راجع: تشنيف المسامع: ق (٨٨/ ب - ٨٩/ أ)، والغيث الهامع: ق (٩١/ ب)، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ١٤٧، وهمع الهوامع: ص/ ٢٧١، والمدخل إلى مذهب أحمد: ص/ ٩٢.
(٢) العدالة - لغة -: التوسط في الأمر من غير زيادة، ولا نقصان.
راجع: مختار الصحاح: ص/ ٤١٧، ٤١٨، والمصباح المنير: ٢/ ٣٩٦ - ٣٩٧، والقاموس المحيط: ٤/ ١٣.
(٣) وراجع تعريفها اصطلاحًا: المعتمد: ٢/ ١٣٣، والإحكام للآمدي: ١/ ٢٦٣، وشرح العضد على ابن الحاجب: ٢/ ٦٣، وإرشاد الفحول: ص/ ٥١.
(٤) يرى العلامة الشوكاني أن القول: الإصرار على الصغيرة حكمه حكم مرتكب الكبيرة ليس عليه دليل يصلح للتمسك به، وإنما هي مقالة لبعض الصوفية حيث قال: لا صغيرة مع الإصرار، وقد روى بعض من لا يعرف علم الرواية هذا اللفظ، وجعله =