الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
الفاء الفصيحة، أي: إذا تبين لكم هذا فاتقوا الله، واتقوا الله فعل وفاعل ومفعول به، ويا حرف نداء، وأولي الألباب منادى مضاف، ولعلكم: لعل واسمها، وجملة تفلحون خبرها.
البلاغة:
في الآية إرسال المثل، وهو عبارة عن أن يأتي المتكلم في بعض كلامه بما يجري مجرى المثل السائر من حكمة أو نعت أو غير ذلك، ومنه قول أبي الطيب المتنبي:
لأن حلمك حلم لا تكلفه ... ليس التكحل في العينين كالكحل
وقد اشتهر أبو الطيب بهذه الميزة حتى صارت مضرب المثل، قال:
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به ... في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
وسيأتي من أمثاله ما يذهل العقول، وحسبنا الآن أن نورد مختارات من قصيدة ابن زيدون:
ما على ظني بأس ... يجرح الدهر وياسو
ولقد ينجيك إغفا ... ل ويرديك احتراس
ولكم أجدى قعود ... ولكم أكدى التماس
وكذا الحكم إذا ما ... عزّ ناس ذلّ ناس
لا يكن عهدك وردا ... إن عهدي لك آس