كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 3)

يريد: العيهل والكلكل.
قال ابن جِنِّي: فهذا حكم تشديد الميم عندي، وهو أقوى من أن تجعلَ الكلمةُ من ذوات التضعيف بمنزلة (همٍّ) و (حمٍّ).
[قال] (¬1): فإن قلت: فإذا كان أصل (فم) عندك (فوه)، فما تقول في قول الفرزدق [من الطويل]:
هُمَا نَفَثَا فِي فِيَّ من فَمَويهِما ... على النَّابِحِ العَاوي أشَدُّ رِجَامِ (¬2)
وإذا كانت الميم بدلًا من الواو التي هي عين الكلمة، فكيف جاز له الجمع بينهما؟!
فالجواب: أن أبا عليٍّ حكى لنا، عن أبي بكر وأبي إسحاق: أنهما ذهبا إلى أن الشاعر جمع بين العِوَض والمُعَوَّض منه؛ لأن الكلمة مجهورة منقوصة.
وأجاز أبو علي فيها وجهًا آخر؛ وهو: أن تكون الواو في (فمويهما) لامًا في موضع الهاء (¬3) من أفواه، وتكون الكلمة تعقبت عليها (¬4) لامان، هاء أُخرةٌ (¬5) وواو أخرى، فجرى هذا مجرى (سَنَة) و (عِضَة)، ألا ترى أنهما في قول سيبويه: سَنَوات، وأسنُّوا (¬6)،
¬__________
(¬1) سقط من "ت".
(¬2) انظر: "ديوانه" (2/ 215)، ووقع في الديوان: "هما تَفَلا".
(¬3) "ت": "الفاء".
(¬4) "ت": "فيها".
(¬5) في المطبوع من "المحكم": "مرة" بدل "أخرة".
(¬6) "ت": "أسنو".

الصفحة 17