فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} [يوسف: 42]، وقوله تعالى: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} [يوسف: 50]، وقوله تعالى: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23]، فقيل: عنى به الله تعالى، وقيل: عنى به الملك الذي ربَّاه، [و] (¬1) الأولُ أليقُ بقوله.
ثم قال: والرُّبُوبيةُ مصدرٌ، يقال في الله تعالى، والرِّبَابَةُ تُقال في غيره.
وجمع الرُّبُّ: أَرباب، قال الله: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39]، ولم يكن من حقِّ (الربِّ) أن يُجمعَ إذا (¬2) كان إطلاقه (¬3) لا يتناول إلا الله تعالى، لكنْ أتى بلفظ الجمع فيه على حسب اعتقاداتهم، لا على ما عليه الشيءُ (¬4) في نفسه.
و (الربُّ) لا يقال في التعارف إلا في الله تعالى، وجمعه: أرِبَّة ورُبُوبٌ، قال الشاعر [من البسيط]:
كانتْ أرِبَّتَهُم بَهْزٌ وغَرَّهُمُ ... عَقْدُ الجِوارِ وكانوا مَعْشَرًا غُدُرا (¬5)
وقال [من الطويل]:
¬__________
(¬1) زيادة من "ت".
(¬2) "ت": "إذ"، وكذا في المطبوع من "المفردات".
(¬3) في الأصل: "إطلاق"، والمثبت من "ت".
(¬4) في المطبوع من "المفردات": "ذات الشيء".
(¬5) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، كما في "ديوان الهذليين" (1/ 44).