كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 3)

كانت الدراهمُ والدنانيرُ (¬1) عنده بمنزلة البَعر (¬2).
وروى دُعْلُج بن أحمد: ثنا أحمد بن إبراهيم بن مِلْحان: ثنا يحيى ابن بُكَير (¬3): حدثني الليث، عن جعفر بن ربيعة قال: قلت لِعراك بن مالك: مَنْ أفقهُ أهلِ المدينة؟ قال: أما (¬4) أعلمهم بقضايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقضايا أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأثبتُهم فقهًا، وأعلمهم بما مضى من [أمر] (¬5) الناس؛ فسعيد بن المسيب، وأما أغزرهم حديثًا فعروةُ بن الزبير، ولا تشاء أن تفجِّر (¬6) من عبيد الله بن عبد الله بحرًا إلا فجرته، قال عِراك: وأعلمهم [جميعًا] (¬7) عندي محمد بن شهاب؛ لأنه جمع علمَهم إلى علمه (¬8).
وذكر القاضي أبو بكر محمد بن خلَّاد الرَّامَهُرْمُزِيُّ، عن إسحاق ابن أبي حسان الأَنْماطي، ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن سعيد: أن
¬__________
(¬1) في الأصل: "الدينار"، والمثبت من "ت".
(¬2) رواه الترمذي في "سننه" (2/ 401)، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 111)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/ 336).
(¬3) في الأصل: "كثير"، والتصويب من "ت".
(¬4) "ت": "ما".
(¬5) سقط من "ت".
(¬6) في الأصل: "يشاء، يفجر"، والتصويب من "ت".
(¬7) زيادة من "ت".
(¬8) ورواه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/ 347)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/ 361).

الصفحة 56