كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 3)

الثامنة والعشرون: فيه دليلٌ علَى تفاوت مراتِ الغسل في الوضوءِ الواحد؛ بكونِ الوجهِ مغسولا ثلاثاً، واليدين مرتين مرتين، في حكاية هذا الوضوء.
وقال القُرطبي: وقوله: "فغَسَلَ يدَيه إلَى المِرفَقينِ مرَّتين [مرَّتين] (¬1) " دليلٌ علَى عدم كراهة الشفعِ في الغسلاتِ، قال: ولا خلافَ أنَّهُ يجوز الاقتصارُ علَى الواحدةِ إذا أسبغَ (¬2)، وأنَّ الاثنتينَ أفضلُ من الاقتصارِ علَى الواحدةِ، وأنَّ الثلاثَ أفضلُ من الاثنتين (¬3).

التاسعة والعشرون: هذا معلَّلٌ بأنَّ الوجهَ لما فيه من الاختلافِ في آحاد أجزائه بالنِّسبَةِ إلَى [....] (¬4) والبروز، وتيسيرِ وصول الماء إلَى بعضها دونَ بعض؛ كما في الوبر (¬5)، والشعور التي عليه، وما عساه يحدثُ في العينينِ من حائل (¬6)، يقتضي زيادةَ الاعتناء بغسله، ليحصلَ الاستيعابُ، وذلك معدومٌ في اليدين.
الثلاثون: أصلُ التكرار فيما (¬7) ذكر فيه دليلٌ علَى استحباب عدم
¬__________
(¬1) سقط من "ت".
(¬2) في الأصل: "سبغ"، والمثبت من "ت".
(¬3) انظر: "المفهم" للقرطبي (1/ 487).
(¬4) كلمة لم يتضح لي رسمها في الأصل و "ت"، ويشبه أن تكون بمعنى البروز.
(¬5) "ت": "الوبرة".
(¬6) "ت": "حادث".
(¬7) "ت": "على ما".

الصفحة 590