والدليلُ على ترجيح الاشتراك هاهنا: أن المجاز لا بدَّ فيه من العلاقة بين الحقيقة والمجاز، والعلاقةُ بين معنى الشرط المذكور، وهو الامتناع للوجود، وبين معنى التحضيض الذي يشعر بطلب، بعيدة تحتاج (¬1) إلى تكلف بعيد خارج عن نَمَط علاقات الحقيقة والمجاز.
وإذا ثبت ورودها للشرط، فمعنى الشرط فيها امتناع الشيء لوجود غيره؛ أي: امتناع الجواب لوجود الشرط.
قال بعضُهم بعد ذكر معناها: وكذلك يقتضي تركيبها من (لو) و (لا)، وذلك أنه قد تقدم أن (لو) إذا وقع (¬2) شرطاً لَما انتفى، كان موجباً في المعنى، فكأنَّ (لو) دخلت (¬3) على (لا زيدٌ حاضر)، فصارت (لو) موجباً في المعنى، لا (¬4) أن (لو) من (لولا) حرف نفي، بل (¬5) قد صارت كحرف واحد غير مركب معناه كذا (¬6).
هذا معنى كلامه، وإذا لم تكن دالة على النفي، لم يصحَّ أنَّ مقتضى (لولا) ما ذكر؛ لامتناع حصول المعنى من غير دلالة الدليل اللفظي عليه.
¬__________
(¬1) في الأصل: "يحتاج"، والمثبت من "ت".
(¬2) عامل (لو) معاملة المذكر على تقدير معنى الحرف.
(¬3) عامل (لو) معاملة المؤنث على تقدير معنى الكلمة.
(¬4) "ت": "إلا".
(¬5) "ت": "بلى".
(¬6) انظر: "الكامل في الأدب" للمبرد (1/ 362).