كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 3)
وقال لو أن ليهودي حاجة إلى أبي جهل وطلب مني قضاءها لترددت إلى باب أبي جهل مِئَة مرة في قضائها.
وقال شق العالم القلم أحب إلى الله من شق جوف المجاهد في سبيل الله.
وقال نقطة من دواة عالم أو متعلم على ثوبه أحب إلي من عرق مِئَة ثوب شهيد وقال من رد جائعا وهو قادر على أن يشبعه عذبه الله ولو كان نبيا مُرْسَلاً.
وقال ما من عبد يبكي يوم أصيب ولدي الحسين إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل.
وقال البكاء في يوم عاشوراء نور تام يوم القيامة.
وقال من أعان تارك الصلاة بلقمة فكأنما أعان على قتل الأنبياء كلهم فذكر نحوا من ثلاثمِئَة حديث. وفي آخر النسخة طبقة صورتها قرأ علي هذه الأحاديث الشيخ أَبو القاسم محمد بن عبد الرحمن بن عَبد الله بن عبد الرحيم الحسيني الكاشغري بسماعي لها على الإمام أبي عَبد الله أَحمد بن أبي المحاسن يعقوب بن إبراهيم الطيبي الأسدي بسماعه لها من الإمام الحافظ جلال الدين موسى بن مجلي الدنيسيري بخوارزم سنة خمس وستين وستمِئَة وسمعها موسى من رتن.
وكتب محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن علي، الأَنصارِيّ في شهر ربيع الأول سنة عشر وسبعمِئَة. ثم قال الذهبي وأظن أن هذه الخرافات من وضع هذا الجاهل موسى بن مجلي أو وضعها له من اختلق ذكر رتن وهو شيء لم يخلق ولئن صححنا وجوده وظهوره بعد سنة ستمِئَة فهو إما شيطان تبدى في صورة بشر فادعى الصحبة وطول عمر المفرط وافترى هذه الطامات وإما شيخ ضال اسس لنفسه بيتا في جهنم بكذبه على النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ولو نسبت هذه الأخبار لبعض السلف لكان ينبغي لنا أن ننزهه عنها فضلا، عَن سيد البشر لكن ما زال عوام الصوفية يروون الواهيات وإسناد فيه هذا الكاشغري والطيبي وموسى بن مجلي ورتن سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب.