كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 3)

ثم تكلم الذهبي في أقل ما يرويه في عصره من العدد إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وذكر طرفا من أقسام العلو المصطلح عليه وأن العالي المكذوب هو ولا شيء سواء.
ثم استطرد إلى ذكر غلاة لصوفية ومن يقول منهم حدثني قلبي، عَن ربي ثم إلى الاتحادية ومن يزعم منهم أنه عين الإله ثم قال وينبغي أن تعلموا همم الناس ودواعيهم متوفرة على نقل الأخبار العجيبة فأين كان هذا الهندي مطمورا في هذه الستمِئَة سنة أما كان الأطراف يتسامعون به وبطول عمره فيرحلون إليه في زمن المنصور والمهدي أما كان متولي الهند يتحف به المأمون.
قلت: يعني مع تطلعه إلى المستغربات أما كان بعد ذلك بمدة متطاولة يعرف به محمود بن سكتكين لما افتتح بلاد الهند ووصل إلى البلد الذي فيه البد وهو الصنم المعظم عندهم وقضيته في ذلك مشهورة مدونة في التواريخ ولم يتعرض أحد ممن صنفها إلى ذكر رتن انتهى.
ثم قال الذهبي ثم مع هذا تتطاول عليه الاعمار ويكر عليه الليل والنهار إلى عام ستمِئَة ولا ينطق بوجوده تاريخ ولا جوال ولا سفار فمثل هذا لا يكفي في قبو دعواه خبر واحد إذ لو كان لتسامع بشأنه كل تاجر ولو كان الذي زعم أنه رآه لم ينقل عنه شيئا من هذه الأحاديث لكان الأمر أخف.

الصفحة 594