كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 3)
ثم قال ولعمري ما يصدق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمد بن الحسن في السرداب ثم بخروجه إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلا أو يؤمن برجعة علي وهؤلاء لا يؤثر فيهم علاج.
وقد اتفق أهل الحديث على أن آخر من رأى النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم موتا أَبو الطفيل عامر بن واثلة وثبت في الصحيح أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم قال قبل موته بشهر أو نحوه أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مِئَة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها أحد فانقطع المقال وماذا بعد الحق إلا الضلال انتهى ما ذكره الذهبي في خبر كسر وثن رتن ملخصا.
وقد وقفت على الجزء الذي أشار إليه وفيه أكثر من ثلاثمِئَة حديث كَما قَال ثم وقفت على طريق أخرى إليه فأنبأنا غير واحد، عَن المحدث المكثر الرحال جمال الدين الأقشهري نزيل المدينة النبوية، عَن علي بن عمران الصنعاني، عَن رفيع الدين عمر بن محمد بن أبي بكر السمرقندي أنه حدثه من لفظه بالمسجد الجامع بصنعاء سنة أربع وثمانين، عَن أبي الفتح موسى بن مجلي فذكر النسخة بطولها.
وفي نسخة الإربلي المذكور قال رتن كنت في زفاف فاطمة أنا وأكثر الصحابة، وكان ثم من يغنى شيئا فطابت قلوبنا ورقصنا بضربهم الدف وقولهم الشعر فلما كان من الغد سألنا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم، عَن ليلتنا فقلنا كنا في زفاف فاطمة فدعا لنا ولم ينكر علينا.
وقرأت بخط المؤرخ شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري، في "تاريخه"