كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 3)
قال سمعت النجيب عبد الوهاب بن إسماعيل الفارسي الصوفي بمصر سنة اثنتي عشرة وسبعمِئَة يقول قدم علينا بشيراز سنه خمس وسبعين وستمِئَة الشيخ المعمر محمود ولد بابا رتن فأخبرنا أن أباه أدرك ليلة شق القمر، وكان ذلك سبب هجرته وأنه حضر حفر الخندق، وكان استصحب معه سلة فيها تمر هندي أهداها إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فأكل منها ووضع يده على ظهر رتن ودعا له بطول العمر وله يومئذ ست عشرة سنة فرجع إلى بلده وعاش ستمِئَة واثنتين وثلاثين سنة وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين وستمِئَة ثم أورد عنه أحاديث ذكر أنه سمعها من أَبيه عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ثم قال النجيب وذكر محمود أن عمره مِئَة وسبعون سنة.
قال النجيب ثم قدم علينا أناس من شيراز إلى القاهرة وأخبروني أنه حي وأنه قد رزق أولادا.
وقرأت قصته من وجه آخر مطولة بخط الأديب الفاضل صلاح الدين الصفدي في تذكرته وأنبأني عنه غير واحد شفاها أنه قرأ في تذكرة الأديب الفاضل علاء الدين الوداعي.
قلت: وأنبأنا علي بن محمد بن أبي المجد شفاها، عَن الوداعي، قال: حَدَّثنا جلال الدين محمد بن سليمان الكاتب بدار السعادة بدمشق أخبرنا أفضى القضاة نور الدين علي بن محمد بن الحسيني الحنفي سنة إحدى وسبعمِئَة بالقاهرة