كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 3)

حَدَّثنا الشريف موفق الدين علي بن محمد الخراساني من أهل هراة في ذي القعدة سنة سبع عشرة وستمِئَة بالمخلاف من بلاد الشاور قال دخلت الهند سنة إحدى وستمِئَة في جمادى الأولى فذكر لي خبر رجل معمر أدرك النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم يسكن بقرية من مدينة دلي فقصدته زائرا أنا ورجل مغربي فلما وقفنا عنده وسلمنا عليه سألني ممن أنا فقلت أنا رجل شريف من ولد الحسين بن علي من أهل خراسان من هراة وهذا رجل من أهل المغرب فقال عجب عجيب أنا حملت جدك رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم قلت: يا شيخ كم لك من العمر قال سبعمِئَة قلت: يا شيخ أنت من قبل النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم قال نعم أنا من قوم عيسى وأنا حملت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم قبل النبوة وهو صبي صغير قلت: وكيف كان ذلك قال سمعت بأن محمدا خاتم النَّبيّين في الحجاز فركبت البحر ثلاث مرات تنكسر المركب في كل مرة إلى أن ركبت الرابعة فوصلت إلى جدة وخرجت من البحر فلما كنت بين جدة ومكة وقع المطر وسال الوادي فلقيت صبيا معه جمال وقد جاوزت الإبل الوادي ولم يقدر هو أن يجوز فحملته وقطعت به ذلك النهر فقال لي بارك الله في عمرك قالها ثلاثا فدخلت مكة وأقمت مدة ولم أعرف للنبي صَلى الله عَلَيه وسَلم خبرا فرجعت إلى بلدي فأقمت بها ثلاثين أو إحدى وأربعين فسمعت بالنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وأنه تحول إلى المدينة فركبت البحر خامس مرة فوصلت إلى المدينة,

الصفحة 602