كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 3)
فدخلت المسجد وأبصرت النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم جالسا في المحراب فسلمت عليه وجلست فقال لي من أين أنت يا شيخ قلت: من الهند قال أنت الذي حملتني بين جدة ومكة وأنا صبي ومعي جمال قلت: نعم قال بارك الله في عمرك فأسلمت وأقمت عنده اثني عشر يوما وأكلت معه الطعام ورجعت إلى بلدي فأقمت تحت هذه الشجرة وهي شجرة قوقل قال ثم أمر لنا بطعام وأكل معنا ثلاث لقيمات وقال سمعت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم يقول الموافقة من المروءة والمنافقة من الزندقة.
قال ورأيت أسنانه مثل أسنان الحنش دقاقا ولحيته مثل الشوك وفيها شعر أكثره بياض وقد سقط حاجباه على وجنتيه يرفعهما بكلاب.
قال وسألت الشريف هل كان للشيخ أولاد فقال سألته فذكر أنه لم يتزوج قط ولا احتلم إلا مرة في الجاهلية.
قال الشريف أقمت معه من طلوع الشمس إلى العصر ورأيت طول قعدته ثلاثة أذرع ومات سنة اثنتي عشرة وستمِئَة.
وقرأت في تاريخ اليمن للجندي ومنها ما أنبئت، عَن المحدث الرحال جمال الدين محمد بن أَحمد بن أمين الأقشهري نزيل المدينة النبوية في فوائد رحلته أخبرنا أَبو الفضل، وأَبو القاسم بن أبي عَبد الله علي بن إبراهيم بن عتيق اللواتي المعروف بابن الخباز المهدوي في العشرين من شوال سنة عشر وسبعمِئَة بتونس
الصفحة 603
616