كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 3)
وقد وقع في نحو مما وقع فيه الحاكم فإنه ظن أن حارثة هو المخبر عنه بشهوده بَدرًا وليس كذلك. والذي في كتاب بن إسحاق في تسمية من استشهد من المسلمين من الأنصار ببدر من بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جُشَم رافع بن المعلي فقوله رافع بن المعلي هو المخبر عنه وهو من ذرية حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب وعبد حارثة اسم مركب كما تقدم وما نسبه إلى أبي الأَسود، عَن عُروَة القول فيه كالقول فيما نسبه لابن إسحاق.
وتردد ابن مَنْدَه بأن جعله اثنين وهو واحد على تقدير أنه يكون قد سلم من الخطأ فيه وقد بالغ الدمياطي في الإنكار على ابن عَبد البَرِّ فيما نقله، عَن الواقدي من جعله حارثة بن مالك بن غضب شَهِدَ بَدْرًا وقال هو عبد حارثة وهو من أجداد من صحب النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وبينهم وبينه عدة آباء انتهى وقد نبه علي وهم ابن مَنْدَه فيه أَبو نعيم وزعم أن ابن لهيعة أول واهم فيه ونقل ابن الأَثِير، عَن ابن عَبد البَرِّ أن الواقدي وهم فيه أيضًا قال ابن الأثير وليس ذلك في المغازي للواقدي فكأنه إنما ذكره في الأنساب.
ومما وقع لابن عَبد البَرِّ فيه من الوهم أنه ساق نسبه إلى الخزرج ثم قال من بني مخلد ومخلد، هو ابن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جُشَم بن الخزرج كما تقدم فكيف يكون الجد الأعلى من أولاد بنيه والله الموفق.