كتاب الأحكام الكبرى (اسم الجزء: 3)
منا، وَاجعَل ثَأْرنَا على من ظلمنَا، وَانْصُرْنَا على من عَادَانَا، وَلَا تجْعَل مُصِيبَتنَا فِي ديننَا، وَلَا تجْعَل الدُّنْيَا أكبر هَمنَا وَلَا مبلغ علمنَا، وَلَا تسلط علينا من لَا يَرْحَمنَا ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان، ثَنَا بهز بن أَسد، ثَنَا سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة، عَن ثَابت، عَن ابْن أبي ليلى، عَن صُهَيْب قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا صلى هَمس شَيْئا وَلَا يخبرنا بِهِ، قَالَ: أفطنتم لي؟ قَالُوا: نعم. قَالَ: ذكرنَا نَبيا من الْأَنْبِيَاء أعطي جُنُودا من قومه، فَقَالَ: من يُكَافِئ هَؤُلَاءِ أم من يقوم لَهُم؟ - قَالَ سُلَيْمَان [كلمة] شَبيهَة بِهَذِهِ - فَقيل لَهُ: اختر لقَوْمك بَين إِحْدَى ثَلَاث: بَين أَن أسلط عَلَيْهِم عدوا من غَيرهم أَو الْجُوع أَو الْمَوْت، قَالُوا: أَنْت نَبِي الله كل ذَلِك إِلَيْك، فَخر لنا. فَقَالَ فِي صلَاته - وَكَانُوا إِذا فزعوا فزعوا إِلَى الصَّلَاة - فَقَالَ: أما عدوا من غَيرهم فَلَا، وَأما الْجُوع فَلَا وَلَكِن الْمَوْت. فَسلط عَلَيْهِم ثَلَاثَة أَيَّام فَمَاتَ سَبْعُونَ ألفا، فَالَّذِي ترَوْنَ أَنِّي أَقُول: رَبِّي بك أقَاتل وَبِك أصاول، وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بك ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا أَحْمد بن سُلَيْمَان، ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى، عَن إِسْرَائِيل، عَن مَنْصُور، عَن ربعي، عَن عمرَان بن حُصَيْن، عَن أَبِيه قَالَ: " أَتَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، عبد الْمطلب خير لقَوْمك مِنْك كَانَ يُطعمهُمْ الكبد والسنام، وَأَنت تنحرهم. قَالَ: فَقَالَ مَا شَاءَ الله. قَالَ: فَلَمَّا أَرَادَ أَن ينْصَرف، قَالَ: مَا أَقُول؟ قَالَ: قل: اللَّهُمَّ قني شَرّ نَفسِي، واعزم لي على رشد أَمْرِي. فَانْطَلق وَلم يكن أسلم، ثمَّ إِنَّه أسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي كنت أَتَيْتُك فَقلت: عَلمنِي، قلت: قل اللَّهُمَّ قني شَرّ نَفسِي، واعزم لي على رشد أَمْرِي فَمَا أَقُول الْآن حِين
أسلمت؟ قَالَ: قل: اللَّهُمَّ قني شَرّ نَفسِي، وإعزم لي على رشد أَمْرِي، اللَّهُمَّ اغْفِر لي مَا أسررت وَمَا أعلنت، وَمَا أَخْطَأت وَمَا عَمَدت، وَمَا علمت وَمَا جهلت ".
الصفحة 574
608