كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 3)

انجلت في أثناء الصّلاة أتمّها على الهيئة المذكورة عند مَن قال بها.
وعن أصبغ: يتمّها على هيئة النّوافل المعتادة.
قوله: (فحمد الله وأثنى عليه) زاد النّسائيّ في حديث سمرة " وشهد أنّه عبد الله ورسوله ".
قوله: (فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا) في رواية لهما " فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة " بفتح الزّاي. أي: التجئوا وتوجّهوا.
وفيه إشارة إلى المبادرة إلى المأمور به، وأنّ الالتجاء إلى الله عند المخاوف بالدّعاء , والاستغفار سبب لمحو ما فرّط من العصيان يرجى به زوال المخاوف.
وأنّ الذّنوب سبب للبلايا والعقوبات العاجلة والآجلة، نسأل الله تعالى رحمته وعفوه وغفرانه.
قوله: (وصلّوا) أي: المعهودة الخاصّة، وهي التي تقدّم فعلها منه - صلى الله عليه وسلم - قبل الخطبة. ولَم يصب من استدل به على مطلق الصّلاة.
ويُستنبط منه أنّ الجماعة ليست شرطاً في صحّتها , لأنّ فيه إشعاراً بالمبادرة إلى الصّلاة والمسارعة إليها، وانتظار الجماعة قد يؤدّي إلى فواتها وإلى إخلاء بعض الوقت من الصّلاة.
قوله: (يا أمّة محمّد) فيه معنى الإشفاق كما يخاطب الوالد ولده إذا أشفق عليه بقوله " يا بنيّ ".
كذا قيل، وكان قضيّة ذلك أن يقول: يا أمّتي. لكن لعدوله عن

الصفحة 341