كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 3)

الحديث المائة وثمانية
157 - عن عبد الله بن عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - قال: صلَّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف في بعض أيّامه , فقامت طائفةٌ معه , وطائفةٌ بإزاء العدوّ , فصلَّى بالذين معه ركعةً , ثمّ ذهبوا , وجاء الآخرون , فصلَّى بهم ركعةً , وقضت الطّائفتان ركعةً , ركعةً. (¬1)

قوله: (صلاة الخوف في بعض أيّامه) وللبخاري " غزوت مع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قِبَل نجدٍ " بكسر القاف وفتح الموحّدة. أي: جهة نجدٍ، ونجدٌ كلّ ما ارتفع من بلاد العرب.
وسيأتي بيان هذه الغزوة في الكلام على غزوة ذات الرّقاع (¬2)
قوله: (وطائفةٌ بإزاء العدوّ) بالزّاي، قال صاحب الصّحاح: يقال آزيت، يعني بهمزةٍ ممدودةٍ لا بالواو. والذي يظهر أنّ أصله الهمزة فقلبت واواً.
وللبخاري: فوازينا العدو، فصاففنا لهم، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي لنا، فقامت طائفة معه تصلي , وأقبلت طائفة على العدو. قوله: (فوازينا) بالزاي. أي قابلنا , وقوله " فصلَّى لنا ". أي لأجلنا أو بنا.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (900 , 3903 , 3904) ومسلم (839) من طرق عن الزهري عن سالم عن أبيه.
وأخرجه البخاري (901) ومسلم (839) من طريق موسى بن عقبة , والبخاري (4261) من طريق مالك كلاهما عن نافع عن ابن عمر. نحوه.
(¬2) انظر حديث سهل بن أبي حثمة الذي بعده

الصفحة 388