كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 3)

يُبهمه تارة ويُعيّنه أخرى، إلاَّ أنّ تعيين كونها كانت ذات الرّقاع إنّما هو في روايته عن أبيه , وليس في رواية صالح عن سهل أنّه صلَّاها مع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وينفع هذا من استبعاد أن يكون سهل بن أبي حثمة كان في سنّ من يخرج في تلك الغزاة، فإنّه لا يلزم من ذلك أن لا يرويها فتكون روايته إيّاها مرسل صحابيّ، فبهذا يقوى تفسير الذي صلَّى مع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بخوّاتٍ. والله أعلم.
قوله: (وطائفة وجاه العدوّ) وجاه بكسر الواو وبضمّها , أي: مقابل.
قوله: (فصلَّى بالتي معه ركعة , ثمّ ثبت قائماً وأتمّوا لأنفسهم) هذه الكيفيّة تخالف الكيفيّة التي في حديث جابرٍ في عدد الرّكعات (¬1)، وتوافق الكيفيّة التي في حديث ابن عبّاس (¬2) في ذلك، لكن تخالفها في كونه - صلى الله عليه وسلم - ثبت قائماً حتّى أتمّت الطّائفة لأنفسها ركعة أخرى، وفي أنّ الجميع استمرّوا في الصّلاة حتّى سلَّموا بسلام النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -
فقد ورد عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في صفة صلاة الخوف كيفيّات.
حملها بعض العلماء على اختلاف الأحوال.
وحملها آخرون على التّوسّع والتّخيير.
¬__________
(¬1) حديث جابر هو الآتي بعد هذا إن شاء الله.
(¬2) حديث ابن عباس. أخرجه البخاري في صحيحه (944) قال: قام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقام الناس معه، فكبَّر وكبَّروا معه , وركع وركع ناسٌ منهم معه، ثم سجد وسجدوا معه، ثم قام للثانية، فقام الذين سجدوا وحرسوا إخوانهم , وأتت الطائفة الأخرى، فركعوا وسجدوا معه، والناس كلهم في صلاة، ولكن يحرس بعضهم بعضاً.

الصفحة 398