كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 3)

نغسّل بنته " (¬1).
ويجمع بينهما: بأنّ المراد أنّه دخل حين شرع النّسوة في الغسل، وعند النّسائيّ , أنّ مجيئهنّ إليها كان بأمره، ولفظه من رواية هشام بن حسّان عن حفصة " ماتت إحدى بنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إلينا , فقال: اغسلنها ".
قوله: (ابنته زينب) (¬2) لَم تقع في شيء من رواية البخاريّ مسمّاة، والمشهور أنّها زينب زوج أبي العاص بن الرّبيع والدة أُمامة التي تقدّم ذكرها في الصّلاة (¬3)، وهي أكبر بنات النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -.
وكانت وفاتها فيما حكاه الطّبريّ في " الذّيل " في أوّل سنة ثمان، وقد وردتْ مسمّاة في هذا عند مسلم من طريق عاصم الأحول عن حفصة عن أمّ عطيّة قالت: لَمّا ماتت زينبُ بنتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - , قال رسول الله: اغسلنها. فذكر الحديث.
ولَم أرها في شيء من الطّرق عن حفصة ولا عن محمّد مسمّاة إلاَّ في رواية عاصم هذه، وقد خولف في ذلك , فحكى ابن التّين عن الدّاوديّ الشّارح , أنّه جزم بأنّ البنت المذكورة أمّ كلثوم زوج عثمان ,ولَم يذكر مستنده.
¬__________
(¬1) وكذا أخرجه مسلم في " الصحيح " (939) من طريق يزيد بن زريع عن أيوب , ولمسلم أيضاً عن يزيد بن هارون بلفظ " أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نغسل إحدى بناته "
(¬2) التصريح في تسميتها في صحيح مسلم , ولَم تأت مسماة في البخاري كما ذكر الشارح.
(¬3) انظر حديث رقم (98)

الصفحة 435